الكثير من الغموض يلف اداء الحكومة المؤقتة برئاسة الوجه الدستوري البورقيبي..الباجي قايد السبسي مما جعلها محل اتهام بتهيئة الارضية لعودة الحزب البائد مرة اخرى للحكم سيما بعد تعيين وجوه تجمعية في خطة معتمدين وبقاء وجوه اخرى من هذا الحزب في مناصب قيادية بمختلف مؤسسات الدولة واجهزتها حتى ان الكثيرين اعتبروا الثورة التونسية قد سرقت وسرقت بذلك تضحيات الشعب وذهبت دماء الشهداء سدى.. وهو ما استدعى تنظيم اعتصام القصبة الثالث والذي فك بقوة اعوان الامن واعتقل عدد من المعتصمين وعذبوا في اقسام البوليس... بعد تهمة ملفقة مفادها انهم رموا بعض الموظفين من الوزارة الاولى بالحجارة ثم تمت في اول هذا الاسبوع اقالة فرحات الراجحي من منصبه كوزير للداخلية دون تقديم الاسباب الكامنة وراء قرار الاقالة وهو الذي حظي بشعبية كبيرة لاول مرة في تاريخ تونس..وتزامن ذلك في نفس اليوم مع حل حزب التجمع الحاكم سابقا بعد قضية تقدم بها الوزير الراجحي وكلف المحامي فوزي بن مراد بمتابعتها، وعوض الوزير المقال من منصبه بوجه اخر من وجوه النظام البائد وهو الحبيب الصيد وقد شغل من قبل رئيس مكتب وزير الداخلية من سنة 1997 الى سنة 2000 هاته الوزارة التي لطالما سميت مع بن علي بوزارة القمع والارهاب.. الوزير الجديد تتوارد الانباء عن تورطه وعصابة الطرابلسية اصهار المخلوع بن علي في قضايا فساد مالي وصفقات استيراد للحوم... وهو ما اثار قرار تعيينه نقاط استفهام عديدة..، كما عادت لغة التهديد والوعد والوعيد وحملات الاعتقالات لمعارضي الحكومة طالت حتى مشرفي صفحات الفايسبوك المنادية بالتظاهر والاعتصام من اجل استكمال الثورة وذلك بتعلة ان هؤلاء يحرضون على العنف ويهددون امن واستقرار البلاد... وهو ما عمق من استياء الشعب التونسي الذي رأى في سياسة الحكومة المؤقتة الحالية نسخة ربما مطابقة للاصل من السياسة التي كان ينتهجها بن علي والتي من المؤكد انها ستقود البلاد مرة اخرى الى نفق الطغيان والاستبداد على يد ذيل اخر من اذيال بن علي...
اذن في خضم كل هذا قام الوزير الاول مساء البارحة 30 مارس2011 بحوار تلفزي مباشر مع ممثلي القنوات التونسية لرفع بعض الضبابية عن تصرفات الحكومة. سئل الرجل اسئلة تتعلق بالامن والاقتصاد وملاحقة الرئيس السابق وجلب امواله واصهاره التي صودرت في الخارج وملاحقة رموز الفساد من النظام البائد والقناصة الذي قتلوا الشهداء وعن اقالة وزير الداخلية محمد الراجحي من منصبه وعن موقف الحكومة مما يجري في ليبيا وعن مساعيها لاطلاق سراح التونسي لطفي المسعودي الصحفي العامل بقناة الجزيرة والمعتقل في ليبيا الى جانب صحفيين اخرين الى ما هنالك.. عن كل هذه الاسئلة لم يجب السيد السبسي اجابة واضحة وشفافة وقطعية بل جاءت اجاباته هروبا من الاجابة بكلام عام وعبارات فضفاضة زادت من الشكوك حوله وحول مصير البلاد الذي يبدو انه يسير نحو ديكتاتورية اخرى...مع انه اراد الظهور بمظهر العارف بكل الامور الذي لا يحتاج الى وصاية وتدخل في صلاحياته من احد ناهيك عن الظهور بمظهر المدافع عن الثورة وسعيه لنجاحها..ولهذا كنا نأمل ان يكون السؤال الاخير في قائمة الاسئلة الموجهة للسيد السبسي ان يكون:لماذا يا سيد الوزير الاول دعوتنا لهذا اللقاء اذا كنت لا تملك اجابة لاسئلتنا واسئلة الشارع التونسي او اذا كنت لا تريد الاجابة ورفع ما تحدثت عنه من ضبابية عن اداء حكومتك الموقرة ..؟؟؟
شادية السلطاني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire