jeudi 31 mars 2011

جمعية التونسيات والتونسيين بسويسرا وتجميد اموال المخلوع وباقي العصابة..


جمعية التونسيات والتونسيين بسويسرا برئاسة السيد محمد بن هندة قامت منذ 15 جانفي 2011 بتقديم طلب تجميد اموال الرئيس المخلوع بن علي واصهاره الطرابلسية وكانت سباقة في ذلك كما قامت الجمعية بعدة تحركات وضغوطات على السلطات السويسرية حتى جاء قرار تجميد هذه الاموال يوم 19 جانفي 2011 الغريب في المسألة وعلى اهمية ما قامت به هذه الجمعية في المهجر لم تحظ باهتمام وسائل اعلامنا التونسية رغم ان السيد بن هندة وخلال اول ندوة صحفية لجبهة 14 جانفي قام بتوزيع ملف القضية على الصحفيين الحاضرين وفيه رقم هاتفه لكن لم يتصل به احد الا صحفي باذاعة جوهرة لمعرفة شخصية...
نتسائل هنا هل ان مساعي تجميد اموال التونسيين المسروقة والمنهوبة من المخلوع وبقية عصابته والمقدرة بالمليارت لا تسترعي انتباه اهتمام وسائل اعلامنا كما تسترعي اهتمام الشارع التونسي ام ماذا؟ اليس من واجب الاعلام ان يكون المبلغ لصوت الشعب وهواجسه وتطلعاته ؟ اليس من واجب اعلامنا القاء الضوء على مثل هذه المبادرات الجيدة لمواطنينا بالخارج وتشجيعهم على مواصلة مشوار النضال من اجل مصلحة الوطن؟ والادهى من ذلك انه قد ظهرت اطراف اخرى على الخط طفت على سطح الحدث وركبته ونسبت اليها قرار تجميد الاموال بسويسرا رغم ان الوسائل الاعلامية الاجنبية قدمت الجمعية المذكورة على انها الطرف الوحيد القائم على عملية التجميد ...
شادية السلطاني

تكلم الرجل ولم يقل شيئا...


الكثير من الغموض يلف اداء الحكومة المؤقتة برئاسة الوجه الدستوري البورقيبي..الباجي قايد السبسي مما جعلها محل اتهام بتهيئة الارضية لعودة الحزب البائد مرة اخرى للحكم سيما بعد تعيين وجوه تجمعية في خطة معتمدين وبقاء وجوه اخرى من هذا الحزب في مناصب قيادية بمختلف مؤسسات الدولة واجهزتها حتى ان الكثيرين اعتبروا الثورة التونسية قد سرقت وسرقت بذلك تضحيات الشعب وذهبت دماء الشهداء سدى.. وهو ما استدعى تنظيم اعتصام القصبة الثالث والذي فك بقوة اعوان الامن واعتقل عدد من المعتصمين وعذبوا في اقسام البوليس... بعد تهمة ملفقة مفادها انهم رموا بعض الموظفين من الوزارة الاولى بالحجارة ثم تمت في اول هذا الاسبوع اقالة فرحات الراجحي من منصبه كوزير للداخلية دون تقديم الاسباب الكامنة وراء قرار الاقالة وهو الذي حظي بشعبية كبيرة لاول مرة في تاريخ تونس..وتزامن ذلك في نفس اليوم مع حل حزب التجمع الحاكم سابقا بعد قضية تقدم بها الوزير الراجحي وكلف المحامي فوزي بن مراد بمتابعتها، وعوض الوزير المقال من منصبه بوجه اخر من وجوه النظام البائد وهو الحبيب الصيد وقد شغل من قبل رئيس مكتب وزير الداخلية من سنة 1997 الى سنة 2000 هاته الوزارة التي لطالما سميت مع بن علي بوزارة القمع والارهاب.. الوزير الجديد تتوارد الانباء عن تورطه وعصابة الطرابلسية اصهار المخلوع بن علي في قضايا فساد مالي وصفقات استيراد للحوم... وهو ما اثار قرار تعيينه نقاط استفهام عديدة..، كما عادت لغة التهديد والوعد والوعيد وحملات الاعتقالات لمعارضي الحكومة طالت حتى مشرفي صفحات الفايسبوك المنادية بالتظاهر والاعتصام من اجل استكمال الثورة وذلك بتعلة ان هؤلاء يحرضون على العنف ويهددون امن واستقرار البلاد... وهو ما عمق من استياء الشعب التونسي الذي رأى في سياسة الحكومة المؤقتة الحالية نسخة ربما مطابقة للاصل من السياسة التي كان ينتهجها بن علي والتي من المؤكد انها ستقود البلاد مرة اخرى الى نفق الطغيان والاستبداد على يد ذيل اخر من اذيال بن علي...
اذن في خضم كل هذا قام الوزير الاول مساء البارحة 30 مارس2011 بحوار تلفزي مباشر مع ممثلي القنوات التونسية لرفع بعض الضبابية عن تصرفات الحكومة. سئل الرجل اسئلة تتعلق بالامن والاقتصاد وملاحقة الرئيس السابق وجلب امواله واصهاره التي صودرت في الخارج وملاحقة رموز الفساد من النظام البائد والقناصة الذي قتلوا الشهداء وعن اقالة وزير الداخلية محمد الراجحي من منصبه وعن موقف الحكومة مما يجري في ليبيا وعن مساعيها لاطلاق سراح التونسي لطفي المسعودي الصحفي العامل بقناة الجزيرة والمعتقل في ليبيا الى جانب صحفيين اخرين الى ما هنالك.. عن كل هذه الاسئلة لم يجب السيد السبسي اجابة واضحة وشفافة وقطعية بل جاءت اجاباته هروبا من الاجابة بكلام عام وعبارات فضفاضة زادت من الشكوك حوله وحول مصير البلاد الذي يبدو انه يسير نحو ديكتاتورية اخرى...مع انه اراد الظهور بمظهر العارف بكل الامور الذي لا يحتاج الى وصاية وتدخل في صلاحياته من احد ناهيك عن الظهور بمظهر المدافع عن الثورة وسعيه لنجاحها..ولهذا كنا نأمل ان يكون السؤال الاخير في قائمة الاسئلة الموجهة للسيد السبسي  ان يكون:لماذا يا سيد الوزير الاول دعوتنا  لهذا اللقاء اذا كنت لا تملك اجابة لاسئلتنا واسئلة الشارع التونسي او اذا كنت لا تريد الاجابة ورفع ما تحدثت عنه من ضبابية عن اداء حكومتك الموقرة ..؟؟؟
شادية السلطاني

mardi 29 mars 2011

مناشدان للطغاة.. يغنيان للثورة التونسية والمصرية ؟؟


 لطفي بوشناق وهاني شاكر فنانان يوصفان بانهما من العيار الثقيل في الساحة الفنية العربية التي تعج بفنانيي الابتذال والرداءة احيا السبت المنقضي بقبة المنزة حفلا فنيا ساهرا لم يسهره احد الا العشرات من الجماهير والاف الكراسي الخاوية..تساءل العديد عن اسباب هذا العزوف الجماهيري عن حفل فنانين كان اسم الواحد منها فقط يجلب الالاف المؤلفة من محبي الطرب والفن الجميل..فما بالك اليوم وقد اجتمعا معا...؟؟ تعددت وتلونت الاراء بألوان الاوضاع على ارض الواقع منها من ارجع السبب الى نقص الدعاية مع ان المذكورين لم يكونا يوما بحاجة لها مادامت الجماهير تتقصى اخبارهم ومواعيد حفلاتهم للتتقاطر عليها كأمطار الشتاء...بعض الاراء ذهبت الى ان نفسية التونسي ليست جاهزة بعد للمرح والاستمتاع بالموسيقى مع ان الحفلات الفنية للفرق الملتزمة تشهد اقبالا كبيرا بعدما كانت تنشط في فضاءات مغلقة تحت رقابة البوليس السياسي..اخرون ارجعوا الامر الى الارتباك الامني الذي تعيشه بلادنا والخوف بالتالي من أي مكروه قد يعترض من يعتزم الحضور في طريق الذهاب او العودة وربما في مكان الحفل ذاته بقبة المنزه...مع ان فضاءات اللهو والسهر بالنزل وغيرها تزدحم بروادها...
بيد ان حقيقة هذا العزوف قد تكون ابسط بكثير من كل هذه التخمينات فالسيد بوشناق والسيد شاكر كانا من انصار الطغاة والديكتاتورية وخدما في بلاطها وقطفا ثمار الولاء والطاعة وكانا بذلك معززين مكرمين سواء في تونس او مصر او ليبيا او غيرها من البلدان حيث عاث كل حاكم عربي مستبد فسادا في الارض والعباد وقد تناقلت هاذين الاسمين وغيرهما صفحات الفايسبوك كمناشدين ومصفقين ومسبحين بحمد من قهروا وظلموا الشعوب وسرقوا ثرواتها وباعوا الاوطان بابخس الاثمان ولهذا ضاع من حسابات منظمي الحفل ان تونس بعد الثورة تنظر بازدراء الى كل من خانها وقهرها وكل من والاه مقابل حفنة من الامتيازات لا تزن شيئا في ميزان الشرف والنزاهة والوطنية.
 الشعب الان ليس في حالة عطش الى سماع هاني شاكر وهو بالامس القريب حينما عاد مبارك من رحلة علاج من المانيا استقبله باغنية مدح وغزل تكريما له على فساده وطغيانه في الوقت الذي تمنى فيه الشعب المصري البسيط والمقهور ان لا يعود الريس الى مصر بعد هذه الرحلة...اما لطفي بوشناق مساند ومناشد بن علي للترشح للرئاسة في 2014 بعد 23 سنة من حكم ديكتاتوري ومافيوزي هو ايضا لم يتوانى عن النطق بكلمات التطبيل والتهليل للمخلوع ولنظامه البائد كيف لها وهو لا يغيب عن ركح مسارح المهرجانات الكبرى حتى دون تقديم طلب كغيره من زملائه وحتى دون تقديم دليل سهرته...في حين يبقى باقي المبدعين قيد الاهمال واللامبالاة لا لشيء الا لانهم رفضوا الدخول في بيت الطاعة التجمعي الفاسد.
 مختصر الكلام يا انصار الديكتاتورية كيف لكم اليوم ان تخرجوا من جلابيب الطغاة والمستبدبن لتغنوا للثائرين والتائقين الى الحرية اين انتم من هؤلاء الاحرار وابن انتم من هذه الحرية..عودوا الى حيثما كنتم وراجعوا معاجم وقواميس ودواوين حب الوطن والاخلاص له بعيدا عن اي حسابات ضيقة.. وانهلوا منها جيدا فربما تجدوا لكم مكانا في قادم الايام في الاوطان الحرة....مع ان التاريخ لم ولن يرحمكم.

شادية السلطاني

vendredi 18 mars 2011

بلدية المرناقية: من يعوض غياب المجلس البلدي؟


بعد اعلان رئيس الجمهورية المؤقت السيد فؤاد المبزع عن حل كافة المؤسسات الدستورية وضمنيا نفهم من ذلك حل المجالس البلدية في انتظار ان يصدر قرار الحل نهائيا ورسميا، وعدم اصدار امر يخص كيفية تسيير المؤسسة البلدية حاضنة الديمقراطية المحلية، اصبحت بلدية المرناقية على غرار العديد من البلديات بلا مجلس بلدي وبلا هيئة تسييرية وقتية او نيابة خصوصية وقد دعى بعض المربين الى الاجتماع من اجل ايجاد السبل الكفيلة لاحداث هيئة تسيير وقتية، بيد انه اثناء اجتماعهم وجدوا معارضة من قبل بعض المواطنين من ساكنة الجهة منهم من هم من المنحرفين ومن ذوي السوابق العدلية يقال انهم وظفوا من قبل اطراف تجمعية بغرض افساد الاجتماع ووأد هذه الهيئة الجديدة قبل ان ترى النور.. حالة الفراغ التسييري هذه التي تشهدها البلدية زادت من تجاوزات العديد من المواطنين سيما في حق الاملاك العامة حيث ازدادت البناءات الفوضوية كما احتلت ارصفة الطرقات من اصحاب المحلات وباعة الخضر والغلال، ولم يجد بذلك المترجل داخل المدينة بدا من السير بين السيارات على الطرقات في مشهد يوحي بالفوضى وبالتلوث البصري. ساهم هذا الوضع ايضا في تعطيل مصالح بعض المواطنين وكذا تعطيل المصالح البلدية في القيام باعمالها على سبيل الذكر فيما يتعلق بعملية استخلاص الاداءات، وهو ما انجر عنه تقلصا في الموارد الذاتية لهذه البلدية التي يقول العديد من متساكني الجهة انها تعاني بطبعها من فساد مالي واداري ابطاله قيادات المجلس او المجالس البلدية السابقة من التجمعيين.
شادية السلطاني

mercredi 16 mars 2011

المشهد الاعلامي التونسي بعد الثورة....

لا مراء أن هناك تغييرا حاصلا في المشهد الإعلامي التونسي بعد إطاحة انتفاضة الشعب بالرئيس السابق بن علي حيث نلحظ بوادر انعتاق لهذا الإعلام من النمطية واللغة الخشبية التي ألفناه عليها خلال العهد السابق عهد تشديد القبضة من حديد على كل المنابر الإعلامية تقريبا. إذ أضحينا اليوم نسمع اصواتا من مختلف الاتجاهات الفكرية والإيديولوجية والتي كانت ممنوعة وربما منبوذة من الإعلام الوطني تأخذ نصيبها من الظهور وتعبر بكل حرية عن ارائها ومواقفها. بيد  أن هذا الانعتاق الإعلامي في ما بعد ثورة الشعب في الواقع نلحظ انه مازالت تسري فيه أنفاس النظام السابق وتتحكم في بعض فصوله بحكم أن الادراة الحالية القائمة على هذه المؤسسات مازالت نفسها التي عرفت بولائها للنظام البائد وبقاياه الذين مازال البعض منهم يتحكم في دواليب الدولة ومؤسساتها وأجهزتها، ثم أننا في مرحلة انتقالية يصعب معها القطع النهائي مع المرحلة السابقة ولا يمكن المرور من الأسود القاتم مباشرة إلى الأبيض الناصع، ولهذا نأمل أن تكون المرحلة القادمة مرحلة تحرير فعلي للإعلام من كل المكبلات والقيود وذلك بعلاقة مع ما ستفرزه الساحة السياسية هي أيضا من تغيرات نحو مشهد سياسي جديد يتسم بالديمقراطية واحترام حرية الرأي والتعبير. وهذا ما سيفتح الباب على مصراعيه لظهور تعددية إعلامية حقيقة برؤى مختلفة ومتنوعة من شأنها أن تخلق فضاء رحبا للمنافسة تعطى فيه الفرصة لكل الكفاءات حتى تبدع أكثر وتسهم في النهوض بقطاع من أهم القطاعات المحركة والمؤثرة في البلاد وهو الإعلام.
شادية السلطاني

انها ثورة الكرامة والحرية لا ثورة المطالب الشخصية...


منذ ما بعد 14 جانفي أي بعد يوم الجمعة المشهود الذي سجل هروب الطاغية الجاثم على الصدور والافواه ل23 سنة.... أصبحنا نرى يوميا على مرمى العين وعلى مختلف القنوات التونسية مواطنين من كل جهات الجمهورية البعض يشكو سوء ظروف العيش والبعض الآخر يضرب عن العمل ويطالب الزيادة في الأجور أو الترسيم وما شابه وغيرهم كثير...منهم عمال النظافة وقد تركوا الانهج والشوارع تتخبط في الاوساخ واعترضوا عن العمل حتى تتحقق مطالبهم في حين كان من الأجدى بنا ان نعطي الانطباع بان تونس أجمل شكلا ومضمونا بكثير من ذي قبل حين كان الجميع يتنفس هواء ملوثا ويسير على ارض دنسها اصحاب الجاه والسلطة والنفوذ...
 ومن الذين نراهم يشكون ويبكون ويعتصمون من كان ينافق نفسه والآخرين ويصدح بصوته عاليا أمام مصادح الإذاعات وكاميرات التلفزات بأنه يعيش في جنة الخلد بفضل العناية الموصولة  لصاحب النعمة لا الله بل عبده الفاسد في الأرض بن علي ولا أتحدث هنا عن اللاهثين وراء المناصب فذلك بحر آخر قد نحاول الغوص في الحديث عنه مرة أخرى....  بل عن الناس البسطاء الذين نراهم هذه الأيام يعرون الحقائق وينفضون الغبار العالق عن واقعهم الصعب ومنهم من كانوا مدججين من الشعب الدستورية للتهليل والتطبيل والتزغريد واستعمال كل عبارات الزيف والكذب وقد تناسوا لوهلة الظروف المعيشية الصعبة من اجل بعض الفتات ووعود لمجرد الوعود....لا علينا لنقل انهم فيما مضى كانوا مكرهين لكن ما نلاحظه الساعة ان الكثيرين منهم مازالوا مكبلين بعقلية الماضي التي نسج خيوطها  نظام القمع والفساد عقلية عبادة الأنا
  فبفضل الثورة سارع من سارع لحيازة بعض الأمتار من الأراضي العمومية وسارع من سارع للضغط من اجل تحقيق مصالحه الشخصية وغير ذلك من السلوكات الاناوية التي لا تشبهنا لا تشبه التونسي الذي اصبح حديث العالم ببسالته وشجاعته....
 عموما لا ادري ورغم تعاطفي الكبير جدا مع كل من يشكو قلبه لوعة وحسرة الإقصاء والتهميش وتبدو على تقاسيم وجهه معاناة بسبب سياسات النظام البائد إلا أني أجدهم جميعا  يغنون خارج السرب واجدهم ينحرفون سواء عن قصد او غير قصد عن أهداف الثورة التي اكتست الشوارع بدماء شهدائها. فهل ان الحكومة المؤقتة قادرة على الاستجابة لمطالب هؤلاء وطموحات أولئك؟  قطعا لا ومن يعتقد غير ذلك فهو اما غبي او يتغابى  فهي التي لم تلملم بعد جراحات الماضي المرير وهي أيضا المؤقتة يعني من المفترض انها أشهر قليلة وتتغير تركيبتها وعليه فربما ما يغلب على نفوس الكثير من أعضائها اليوم التفكير فقط في الانتخابات القادمة وكيف سيحافظون على وجودهم ضمن المشهد السياسي للبلاد وقد ذاقوا حلاوة المناصب التي لم تكن تمر مجرد مرور في أحلامهم...
 اذن لمن تشكون همومكم وآلامكم يا أبناء وطني فلن يسمعكم ويحسكم إلا نحن ونحن نعرف جيدا ما تعانون فلا اعتصامات ولا احتجاجات ولا حجارة ولا تكسير ولا تخريب للمؤسسات ولا رصاصات للجيش في الهواء قادرة على الاستجابة الفورية لمطالبكم فالثورة اعزائي قامت بالأساس من اجل الكرامة والحرية ومن أدراكم أحبائي أن هاذين الأمرين قد تحققا لتمروا الى مرحلة ما بعد ذلك نعم تخلصنا من الرمز الأول للديكتاتورية بن علي لكن بعض نوافذ هذه الديكتاتورية مازالت مفتوحة والمهمة الآن صعبة لغلقها كلها التفتوا يمنة ويسرة ستجدون أشباح ورائحة المخلوع العفنة وأزلامه الذين لطاما نهبوا وسلبوا الشعب والوطن في كل مكان ولهذا حري بنا ان نضع اليد في اليد ونغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة الضيقة ونفكر جميعا معا ولا نفكر فرادى ونتخلص من كل الشوائب والحواجز التي تقف أمام إمكانية ان نحيا حياة حرة وكريمة لنوفر الأرضية الصلبة والجيدة أولا ثم نفكر بما يمكن ان نبنيه عليها او تريدون البناء على أرضية مازالت إلى الآن هشة؟
لا مراء أننا ان لم نحسن استغلال ما حققته الثورة التي شاركت فيها مختلف الشرائح والفئات إلى حد اللحظة سنعود إلى الوراء ونرمى في غياهب ديكتاتورية أخرى قد تكون اشرس من التي ألفناها من قبل لسنين عجاف ولهذا من البديهي التحلي باليقظة والاتفاق على اعلاء كلمة واحدة وهي الوطن ولا غيره، ليقوم الجميع بتنظيفه من كل قوى الشد إلى الوراء ولنجعلها  ثورة أيضا في العقول والنفوس لنقطع مع كل ما يذكرنا بما قبل 14 جانفي حتى نستحق عن جدارة الحرية والكرامة والديمقراطية هم يريدون تشتيتنا وتشتيت مطالبنا وأفكارنا فلا بد اذن أن نتصدى لكل تلك المحاولات البائسة ونرفض بشدة أن نكون دمى تحركها الأيادي القذرة.....ولا نساهم بأنفسنا عن بلاهة أو عن دهاء في إجهاض هذه الثورة...
شادية السلطاني  

لا أمل في نجاح الثورة إلا برحيل حكومة الغنوشي

لا أمل في نجاح الثورة إلا برحيل حكومة الغنوشي

حكومة السيد محمد الغنوشي بعد ان قبلها الشارع على مضض بانتظار ما سيرشح عنها من اجراءات تثبت حسن نيتها في الدفاع وفي العمل على تحقيق مطالب الثورة قد اثبتت  انها مجرد امتداد للنظام البائد من خلال الوجوه المشبوهة التي ضمها السيد الغنوشي الى الحكومة ولولا ضغط الشارع لما بقي الامر على حاله وكذا التعامل الهمجي مع معتصمي القصبة ووصل الامر حد تشويه صورتهم واتهامهم بالتهجم على قوات الامن ودس بقايا مواد مخدرة في اماكن اعتصامهم وهي ممارسات خسيسة شهدنا مثلها واكثر مع السياسة البن علية والتي يبدو ان ازلامه مازالوا اوفياء لها ومحافظين عليها..
  اما لجنة تقصي الفساد فتضم عناصر فاسدة فكيف اذن للفساد ان يحارب نفسه؟ ثم التغييرات التي قامت بها حكومته في سلك الولاة والمعتمدين ورؤساء المؤسسات الاعلامية وهم في اغلبهم من التجمع سيئ الذكر وهو ما يبرز جليا للعيان الاداء البائس للاعلام الى حد الان وقد برهن انه لا علاقة له بالشفافية وبحرية التعبير بل واصل خدمته كالمعتاد لاجندات معينة مسطرة من فوق ناهيك عن عدم حل مجلسي النواب والمستشارين بل فوضا صلاحيتهما للسيد المبزع باسم الشعب مع ان هذا الشعب لم يختار اعضائهم  أصلا للتكلم باسمه بل اختارهم المخلوع بن علي كابواق دعاية لنظامه الفاسد ودخل بذلك هؤلاء النواب في عطلة مدفوعة الاجر من مال البسطاء..
 ايضا لم يقع الى الان حل التجمع ولا حتى التقدم للقضاء بدعوى لحله واكتفت وزارة الداخلية بتعليق نشاطه غير ان هذا النشاط في تواصل الى الان بالعديد من الجهات والكل يعلم بذلك بل اكثر من هذا الحزب مازال يعربد بمليشياته وتحت حماية البوليس السياسي وامن الدولة وينشر الفوضى في البلاد دون ان تتخذ الحكومة اجراءات صارمة للحد من هذه العربدة ثم قانون العفو التشريعي العام الذي اعد في غرف مغلقة دون تشريك لاطياف المجتمع المدني فيه وجاء على مقاس الحكومة فقط ولم يكن في مستوى تطلعات الشعب ولم يحقق مبدأ المصالحة الوطنية مع الماضي والحاضر والمستقبل..
 واخيرا وليس اخرا طالعتنا هذه الحكومة الموقرة برفضها لمجلس حماية الثورة وبطبيعة الحال ترفض ايضا وبشدة شعارات او مطالب جبهة 14 جانفي يعني في النهاية لا تريد ترك مكانها لمن اشرف واقدر منها على قيادة تونس نحو تغيير حقيقي وفعلي يقطع تمام القطع مع سياسات الماضي كما  ترفض كل وصاية عليها من قبل الشعب اومن قبل هيئات منبثقة عنه فبعد كل هذا ماذا ننتظر اكثر من هذه الحكومة المتكونة من اذيال بن علي الطاغية المخلوع واتباعم او من اشتروه مقابل بعض الفتات لا يجب ان ننتظر من هذه الحكومة بعد الان الا الرحيل فهي لا تمثلنا ولا يمكن ان تؤتمن على هذه الثورة وما جاءت به من مطالب فلا يكفي التخلص من راس النظام المافيوزي لنقول ان الثورة قد نجحت بل يجب ايضا التخلص من الجسد كي لا يصنع له راسا جديدا على مقاس السابق...وبهذا لا امل في نجاح ثورة الكرامة والحرية الا بالتخلص من هذه الحكومة....
شادية السلطاني