mercredi 16 mars 2011

انها ثورة الكرامة والحرية لا ثورة المطالب الشخصية...


منذ ما بعد 14 جانفي أي بعد يوم الجمعة المشهود الذي سجل هروب الطاغية الجاثم على الصدور والافواه ل23 سنة.... أصبحنا نرى يوميا على مرمى العين وعلى مختلف القنوات التونسية مواطنين من كل جهات الجمهورية البعض يشكو سوء ظروف العيش والبعض الآخر يضرب عن العمل ويطالب الزيادة في الأجور أو الترسيم وما شابه وغيرهم كثير...منهم عمال النظافة وقد تركوا الانهج والشوارع تتخبط في الاوساخ واعترضوا عن العمل حتى تتحقق مطالبهم في حين كان من الأجدى بنا ان نعطي الانطباع بان تونس أجمل شكلا ومضمونا بكثير من ذي قبل حين كان الجميع يتنفس هواء ملوثا ويسير على ارض دنسها اصحاب الجاه والسلطة والنفوذ...
 ومن الذين نراهم يشكون ويبكون ويعتصمون من كان ينافق نفسه والآخرين ويصدح بصوته عاليا أمام مصادح الإذاعات وكاميرات التلفزات بأنه يعيش في جنة الخلد بفضل العناية الموصولة  لصاحب النعمة لا الله بل عبده الفاسد في الأرض بن علي ولا أتحدث هنا عن اللاهثين وراء المناصب فذلك بحر آخر قد نحاول الغوص في الحديث عنه مرة أخرى....  بل عن الناس البسطاء الذين نراهم هذه الأيام يعرون الحقائق وينفضون الغبار العالق عن واقعهم الصعب ومنهم من كانوا مدججين من الشعب الدستورية للتهليل والتطبيل والتزغريد واستعمال كل عبارات الزيف والكذب وقد تناسوا لوهلة الظروف المعيشية الصعبة من اجل بعض الفتات ووعود لمجرد الوعود....لا علينا لنقل انهم فيما مضى كانوا مكرهين لكن ما نلاحظه الساعة ان الكثيرين منهم مازالوا مكبلين بعقلية الماضي التي نسج خيوطها  نظام القمع والفساد عقلية عبادة الأنا
  فبفضل الثورة سارع من سارع لحيازة بعض الأمتار من الأراضي العمومية وسارع من سارع للضغط من اجل تحقيق مصالحه الشخصية وغير ذلك من السلوكات الاناوية التي لا تشبهنا لا تشبه التونسي الذي اصبح حديث العالم ببسالته وشجاعته....
 عموما لا ادري ورغم تعاطفي الكبير جدا مع كل من يشكو قلبه لوعة وحسرة الإقصاء والتهميش وتبدو على تقاسيم وجهه معاناة بسبب سياسات النظام البائد إلا أني أجدهم جميعا  يغنون خارج السرب واجدهم ينحرفون سواء عن قصد او غير قصد عن أهداف الثورة التي اكتست الشوارع بدماء شهدائها. فهل ان الحكومة المؤقتة قادرة على الاستجابة لمطالب هؤلاء وطموحات أولئك؟  قطعا لا ومن يعتقد غير ذلك فهو اما غبي او يتغابى  فهي التي لم تلملم بعد جراحات الماضي المرير وهي أيضا المؤقتة يعني من المفترض انها أشهر قليلة وتتغير تركيبتها وعليه فربما ما يغلب على نفوس الكثير من أعضائها اليوم التفكير فقط في الانتخابات القادمة وكيف سيحافظون على وجودهم ضمن المشهد السياسي للبلاد وقد ذاقوا حلاوة المناصب التي لم تكن تمر مجرد مرور في أحلامهم...
 اذن لمن تشكون همومكم وآلامكم يا أبناء وطني فلن يسمعكم ويحسكم إلا نحن ونحن نعرف جيدا ما تعانون فلا اعتصامات ولا احتجاجات ولا حجارة ولا تكسير ولا تخريب للمؤسسات ولا رصاصات للجيش في الهواء قادرة على الاستجابة الفورية لمطالبكم فالثورة اعزائي قامت بالأساس من اجل الكرامة والحرية ومن أدراكم أحبائي أن هاذين الأمرين قد تحققا لتمروا الى مرحلة ما بعد ذلك نعم تخلصنا من الرمز الأول للديكتاتورية بن علي لكن بعض نوافذ هذه الديكتاتورية مازالت مفتوحة والمهمة الآن صعبة لغلقها كلها التفتوا يمنة ويسرة ستجدون أشباح ورائحة المخلوع العفنة وأزلامه الذين لطاما نهبوا وسلبوا الشعب والوطن في كل مكان ولهذا حري بنا ان نضع اليد في اليد ونغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة الضيقة ونفكر جميعا معا ولا نفكر فرادى ونتخلص من كل الشوائب والحواجز التي تقف أمام إمكانية ان نحيا حياة حرة وكريمة لنوفر الأرضية الصلبة والجيدة أولا ثم نفكر بما يمكن ان نبنيه عليها او تريدون البناء على أرضية مازالت إلى الآن هشة؟
لا مراء أننا ان لم نحسن استغلال ما حققته الثورة التي شاركت فيها مختلف الشرائح والفئات إلى حد اللحظة سنعود إلى الوراء ونرمى في غياهب ديكتاتورية أخرى قد تكون اشرس من التي ألفناها من قبل لسنين عجاف ولهذا من البديهي التحلي باليقظة والاتفاق على اعلاء كلمة واحدة وهي الوطن ولا غيره، ليقوم الجميع بتنظيفه من كل قوى الشد إلى الوراء ولنجعلها  ثورة أيضا في العقول والنفوس لنقطع مع كل ما يذكرنا بما قبل 14 جانفي حتى نستحق عن جدارة الحرية والكرامة والديمقراطية هم يريدون تشتيتنا وتشتيت مطالبنا وأفكارنا فلا بد اذن أن نتصدى لكل تلك المحاولات البائسة ونرفض بشدة أن نكون دمى تحركها الأيادي القذرة.....ولا نساهم بأنفسنا عن بلاهة أو عن دهاء في إجهاض هذه الثورة...
شادية السلطاني  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire