لا أمل في نجاح الثورة إلا برحيل حكومة الغنوشي
حكومة السيد محمد الغنوشي بعد ان قبلها الشارع على مضض بانتظار ما سيرشح عنها من اجراءات تثبت حسن نيتها في الدفاع وفي العمل على تحقيق مطالب الثورة قد اثبتت انها مجرد امتداد للنظام البائد من خلال الوجوه المشبوهة التي ضمها السيد الغنوشي الى الحكومة ولولا ضغط الشارع لما بقي الامر على حاله وكذا التعامل الهمجي مع معتصمي القصبة ووصل الامر حد تشويه صورتهم واتهامهم بالتهجم على قوات الامن ودس بقايا مواد مخدرة في اماكن اعتصامهم وهي ممارسات خسيسة شهدنا مثلها واكثر مع السياسة البن علية والتي يبدو ان ازلامه مازالوا اوفياء لها ومحافظين عليها..
اما لجنة تقصي الفساد فتضم عناصر فاسدة فكيف اذن للفساد ان يحارب نفسه؟ ثم التغييرات التي قامت بها حكومته في سلك الولاة والمعتمدين ورؤساء المؤسسات الاعلامية وهم في اغلبهم من التجمع سيئ الذكر وهو ما يبرز جليا للعيان الاداء البائس للاعلام الى حد الان وقد برهن انه لا علاقة له بالشفافية وبحرية التعبير بل واصل خدمته كالمعتاد لاجندات معينة مسطرة من فوق ناهيك عن عدم حل مجلسي النواب والمستشارين بل فوضا صلاحيتهما للسيد المبزع باسم الشعب مع ان هذا الشعب لم يختار اعضائهم أصلا للتكلم باسمه بل اختارهم المخلوع بن علي كابواق دعاية لنظامه الفاسد ودخل بذلك هؤلاء النواب في عطلة مدفوعة الاجر من مال البسطاء..
ايضا لم يقع الى الان حل التجمع ولا حتى التقدم للقضاء بدعوى لحله واكتفت وزارة الداخلية بتعليق نشاطه غير ان هذا النشاط في تواصل الى الان بالعديد من الجهات والكل يعلم بذلك بل اكثر من هذا الحزب مازال يعربد بمليشياته وتحت حماية البوليس السياسي وامن الدولة وينشر الفوضى في البلاد دون ان تتخذ الحكومة اجراءات صارمة للحد من هذه العربدة ثم قانون العفو التشريعي العام الذي اعد في غرف مغلقة دون تشريك لاطياف المجتمع المدني فيه وجاء على مقاس الحكومة فقط ولم يكن في مستوى تطلعات الشعب ولم يحقق مبدأ المصالحة الوطنية مع الماضي والحاضر والمستقبل..
واخيرا وليس اخرا طالعتنا هذه الحكومة الموقرة برفضها لمجلس حماية الثورة وبطبيعة الحال ترفض ايضا وبشدة شعارات او مطالب جبهة 14 جانفي يعني في النهاية لا تريد ترك مكانها لمن اشرف واقدر منها على قيادة تونس نحو تغيير حقيقي وفعلي يقطع تمام القطع مع سياسات الماضي كما ترفض كل وصاية عليها من قبل الشعب اومن قبل هيئات منبثقة عنه فبعد كل هذا ماذا ننتظر اكثر من هذه الحكومة المتكونة من اذيال بن علي الطاغية المخلوع واتباعم او من اشتروه مقابل بعض الفتات لا يجب ان ننتظر من هذه الحكومة بعد الان الا الرحيل فهي لا تمثلنا ولا يمكن ان تؤتمن على هذه الثورة وما جاءت به من مطالب فلا يكفي التخلص من راس النظام المافيوزي لنقول ان الثورة قد نجحت بل يجب ايضا التخلص من الجسد كي لا يصنع له راسا جديدا على مقاس السابق...وبهذا لا امل في نجاح ثورة الكرامة والحرية الا بالتخلص من هذه الحكومة....
شادية السلطاني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire