samedi 22 octobre 2011

مختار اليحياوي: انا متفائل فقدرنا ان ننتصر..ولزهر العكرمي رجل مخابرات ولا يصلح للمهمة التي كلف بها..






حاورته: شادية السلطاني
مختار اليحياوي القاضي الفاضل كما يحلو للكثير وصفه، اختار هو الاخر الترشح لانتخابات المجلس التأسيسي ضمن قائمة المساواة بدائرة تونس 1. ربما املا كغيره من المناضلين ان تساعده شرعيته النضالية في الحصول على الشرعية الانتخابية.
14 جانفي التقت السيد اليحياوي وطرحت عليه جملة من الاسئلة منها ما اتصل بخلافه مع هيئة الجندوبي، فكان الحوار التالي:
لماذا ترشحت لانتخابات المجلس التأسيسي وفي قائمة مستقلة عكس بعض الوجوه المعروفة التي استقطبتها الاحزاب وترشحت ضمن قائمات حزبية؟
مشاركتي في انتخابات المجلس التأسيسي هي شكل من اشكال النضال من اجل الديمقراطية، وهناك مشروع نناضل من اجله يقوم على أسس وتطلعات نريد ان يكون مجسدا على ارض الواقع. اما عن ترشحي ضمن قائمة مستقلة فمادامت لي الحرية في كيفية الترشح اخترت ان اكون مرشحا مستقلا، ولا اريد الترشح مع اي حزب كما اني لست منخرطا في اي حزب مع اني احترمهم، كما لا يمكن ان توجد حياة سياسية وديمقرطية دون احزاب، ونحن اليوم في مرحلة بناء دستور وتأسيس لنظام الدولة القادم وليس لبرنامج حكومة، تشغيل وما اليه... وهناك من يستطيع المساهمة في ذلك من موقع الاستقلالية، ويمكن لهؤلاء ان يلقوا التعاطف والدعم حتى من الاحزاب لم لا واستقلاليتي احسن ضمان ليكون دوري فاعلا.
أتأمل في انتخابات نزيهة وشفافة في ظل غياب الضمانات الحقيقية لذلك؟
كيف لانتخابات ان تكون نزيهة وهي تصير في حالة طوارئ واستغرب عدم اثارة الموضوع، والغريب ايضا ان كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا للانتخابات لم يذكر هذه النقطة. ناهيك عن ان هذه الانتخابات تتم في حالة تعتيم اعلامي ففي معظم القنوات والاذاعات الاغلبية الساحقة من الضيوف المشاركين في البرامج هم نفسهم الذين نراهم في مختلف وسائل الاعلام، وبالتالي ليست هناك مساواة في التعاطي وفي فتح مجال الظهور والتعبير لكل المترشحين، ثم لماذا لا تقام مناظرات بين مختلف الاطراف السياسية لتحسيس الناس بأنه ثمة تعددية. بالاضافة لذلك هناك اطراف تتعمد بعث عدم الثقة في نفوس المواطنين، والانحراف باهتمام الناس الى امور اخرى كفيلم بث عل احدى القنوات او منع ترسيم طالبة منقبة وما اليه... ما يجعل الناس تذهب للطرف الاكثر استعدادا وانتشارا.
ومع ذلك تشارك في الانتخابات؟
نحن اناس مسالمون نؤمن بأن العمل السياسي السلمي والمنظم هو الطريقة الوحيدة للدفاع عن مصلحة البلاد ولاصلاح اوضاعها، ونعتقد انه مهما كثرت مناوراتهم فهذا يدل على انهم في عجز عن مواجهتنا بالقانون لذلك يواجهوننا بطرق ملتوية، والشعب يعرف من يناور ومن هو صادق ويحاول انقاذ البلاد من هذه الوحوش المتربصة بها. والتصويت يوم الانتخاب سيكون مراقبا والفرز امام الجميع، وانا متفائل وقدرنا ان ننتصر، فمثلما انتصر الشعب باطاحته ببن علي سيتمكن ايضا من تخليص البلاد من كل النفايات.

في صورة نجاحك في الوصول للمجلس التأسيسي عما ستدافع كقاض داخل هذا المجلس؟
سندافع عن حق الشعب في اختيار من يحكمه ومحاسبته وعن حقه في تقرير مصيره، نريد تأسيس نظام يكون بمثابة الحاجز ضد الانتكاس الى الوراء، ونؤمن بأن العدالة والمساواة هي الاساس، ونحن في الخط الصحيح ما يجعلنا اكثر اصرارا على المواصلة. كما سأساهم من ناحيتي في الدعوة الى استقلال القضاء.
اتهمتم الهيئة العليا المستقلة للاتخابات بأنها عطلت حملتكم الانتخابية كما انها بصدد خدمة اطراف معينة دون غيرها؟
اعتدت علينا الهيئة بنزع اللافتات وبعد مدنا اياها بعقد التسويق بعد اسبوع اعادت الكرة ثم اعتذرت، وقبل نزع اللافتات هددت مديرة المصالح البلدية وهي مرشحة في قائمة منافسة مالك المقر وكأننا في عهد بن علي، وهو ما اضطرنا الى التنقل الى مقر اخر حتى ان ملف التراخيص ضاع منا مما حتم علينا الغاء بعض اجتماعاتنا المقررة، واذا كانت الهيئة اعتدت علينا دون موجب حق ثم اعتذرت يعني هناك طرف بصدد التأثير على قراراتها، فهي هيئة غير مستقلة ومستعلية وتحمل نفس علامات غطرسة بن علي هي هيئة لا تتصل ولا تعتذر ولا توضح.
فمعلقة بسيطة جندت لها البلدية لنزعها بطريقة غير عادية، في حين المال السياسي وقد اغرق البلاد يحظى بتواطؤ...والمعلقات الاشهارية ملأت الشوارع لاشهر ولم تتدخل الهيئة، كما عطلت بعض الاطراف القانون الانتخابي. رغم كل ذلك نحن بصدد توزيع بياناتنا ونعول على التواصل المباشر مع المواطنين اذ ليست لدينا طرق اخرى، فاضطررنا لاستعمال الوسائل البدائية، وسنبين لهم اننا اقوى من كل مناواراتهم.
وماذا عن خلافك مع السيد لزهر العكرمي الوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالاصلاح؟
لست في خلاف معه فقط قلت ان لزهر العكرمي هو رجل مخابرات ولا يصلح للمهمة التي كلف بها في وزارة الداخلية وهي الاصلاح، وتستطيعون العودة لمقالاته في بعض الصحف الوطنية التي مجد فيها نظام بن علي. امر اخر لا يعلمه الكثير وهو انه لم يدرس المحاماة بل الصادق شعان هو من نصبه محاميا.. ثم ان الداخلية اقوى من العكرمي ومن الصيد وهي الوزارة الوحيدة التي لا يستطيع اي احد التحايل عليها، وستصلح من الداخل وستتحول الى وزارة تخدم المواطن، لان بها العديد من الشرفاء، اما من عندهم تقاليد لممارسات قمعية داخل هذه الوزارة فليس من السهل ان تتغير بسرعة والمسألة مسألة وقت، كما ان السياسة الامنية ستصاغ حسب المرحلة القادمة.
قراءتك للوضع السياسي قبل الانتخابات وما يمكن ان يؤول اليه بعدها؟
مازلنا نقاسي في رواسب الرئيس المخلوع، اذ تعطلت الكثير من الاصلاحات ووجد نوع من عدم الثقة في الحل الديمقراطي باحباط البعض، ومازال هناك منطق الغنيمة يسيطر على نفوس الكثير، كما هناك الكثير من الاطراف التي استغلت القنوات التلفزية والاذاعية للتموقع سياسيا لكن رد الشعب سيكون في الانتخابات، فهي ستضع الثورة في المسار الصحيح والشعب التونسي واع بكل ما هو حوله، من يعمل على تحقيق اهداف الثورة ومن يعمل ضدها. كما ان مؤسسات الدولة ستنحاز في النهاية للسلطة الشعبية، والتزييف سيصير الان اما بعد الانتخابات فمستحيل اذ هناك ضمانات كبيرة لعدم التزييف، فكما سبق وقلت ان عملية فرز الاصوات ستكون هذه المرة امام الجميع. بعد الانتخابات الشعب التونسي سيذهب نحو التداول على السلطة، وان شاء الله أصحاب الايادي النظيفة هم الذين يكونون في المجلس التأسيسي.
مجلة 14 جانفي

mercredi 5 octobre 2011

البرمجة الرمضانية على القنوات التونسية: حالة افلاس و"تسخين البايت" هو الحل



         لطالما دغدغتنا الاماني وتحرك فينا الامل باشراقة يوم جديد يقطع مع عهد الاستبداد والفساد، حيث عاش الجميع في ظل السادية السياسية وقد تجلت في ابشع مظاهرها طيلة عقود من الزمن وانعكست من جملة ما انعكست على حرية الابداع، فحاولت بذلك قطع كل نفس ابداعي حر وكل فكر خلاق يرنو التجاسر واعلان العصيان على السائد ويرفض دخول بيت الطاعة والولاء لاصحاب السلطة والمال والنفوذ، حتى ان اعمالنا التلفزيونية كانت خالية من مضامين عميقة تعبر بحق عن الشواغل الحقيقية للمواطن التونسي الذي عاش كل اشكال الحيف. وبعدما جاءت الثورة وحملت معها بشائر الحرية تمنينا ان تضخ دماء جديدة في شرايين الاعمال التلفزية سيما الرمضانية حيث ذروة المشاهدة، لتكون المراة العاكسة لاوضاع مجتمعية غطت  قبح وجهها مساحيق الزيف والرياء لتبدو جميلة في ظل "السياسة الحكيمة والحكم الرشيد لسيادة الرئيس" ولكن يبدو ان رياح قنواتنا تجري بما لا تشتهي سفننا..
خلال النصف الاول من شهر رمضان لاحظ المتتبع للبرمجة الرمضانية على قنواتنا التلفزونية الفضائية، انها لا ترتقي في عمومها لمستوى تطلعات المشاهد التونسي، الذي كان ينتظر من هذه الاعمال الدرامية وغيرها ان تكون اكثر جرأة وعمق في تناولها لمشاغل ولخبايا المجتمع التونسي بعدما كان هذا التناول قبل الثورة مفروضا باملاءات فوقية ومسيجا بخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، لان اي محاولة لكشف الحقيقة والمستور ستنال من السمعة التي عمل نظام بن علي وحزبه التجمع الدستوري المنحل على تسويقها في الداخل والخارج، ليضفي على نفسه شرعية حكم هو ليس اهلا بها.
فباستثناء كلمات مثل ديقاج واعتصام وثورة الى ما هنالك من المفردات الجديدة على نصوص سيناريوهات مبدعينا، لا يمكن باي حال من الاحوال ان يذهب لتفكيرنا او ظننا ان ما نشاهده من اعمال رمضانية يمكن ان يعطينا الانطباع باننا في تونس ما بعد الثورة، بل اكثر من ذلك في بعض الاحيان وقع توظيف مثل هذه المفردات في قالب سخرية مما اثار حفيظة واستهجان العديد من المشاهدين اذ اعتبروها سخرية من الثورة في حد ذاتها.
اما الاطباق الرمضانية للنصف الثاني من شهر رمضان فقد غاب عنها ايضا عنصر الدسامة، كما التجأت قنواتنا الى "تسخين البايت" والعودة لاعمال ايام زمان في حركة لا تدل الا على حالة افلاس وعقم، رغم ما وعد به القائمون على مختلف المحطات الفضائية التلفزية من برمجة في مستوى انتظارات المتفرج التونسي وحتى العربي، الذي يحدوه الفضول ليرى نبض الثورة في الاعمال التلفزية التونسية وما يمكن ان تنجبه حالة  الانعتاق من مكبلات كان يفرضها نظام المخلوع بن علي على حرية الرأي والتعبير، اذ لا يمكن ان يترك شاردة او ورادة تمر على شاشات التلفزة دون ان تكون على هواه وعلى مقاسه.
وهذا ما جعل امل التونسي يخيب مرة اخرى فيهجر قنواته نحو قنوات اخرى عربية واجنبية بحثا عن ضالته، وعما يشبع نهمه من اطباق تلفزيونية دسمة تتفنن جل القنوات في تحضيرها لتكسب بها ود المشاهد وتدخل بذلك حلبة الصراع والمنافسة من اوسع ابوابها بكل ثقة وعزم على كسب الرهان.
     في حقيقة الامر قد يعزى حسب البعض هذا الارتجال وهذا الضعف في المادة المقدمة للمشاهد على قنواتنا الفضائية نستثني من ذلك بعض الاعمال التي نالت الاحترام والاستحسان الى الوضع  اللامستقر الذي عرفته بلادنا بعد الثورة وحالة الارتباك والانفلات الامني ناهيك على ان الثورة فاجأت الجميع ولم يقرأ لها اي احد حسابا..لكن هذا لا يمكن ان ينفي ان كل رمضان تقريبا يخرج المتفرج بانطباعات سلبية على البرمجة الرمضانية كما لا يمكن ان يبرر ايضا عدم السعي بجدية الى استغلال اتساع وبشكل كبير مساحة الحرية بعد 14 جانفي فيصار بذلك الى تقديم مادة تكون في مستوى السمعة الطيبة التي اصبحت تحظى بها تونس بفضل الثورة التي اضحت حديث العالم..
شادية السلطاني