لطفي بوشناق وهاني شاكر فنانان يوصفان بانهما من العيار الثقيل في الساحة الفنية العربية التي تعج بفنانيي الابتذال والرداءة احيا السبت المنقضي بقبة المنزة حفلا فنيا ساهرا لم يسهره احد الا العشرات من الجماهير والاف الكراسي الخاوية..تساءل العديد عن اسباب هذا العزوف الجماهيري عن حفل فنانين كان اسم الواحد منها فقط يجلب الالاف المؤلفة من محبي الطرب والفن الجميل..فما بالك اليوم وقد اجتمعا معا...؟؟ تعددت وتلونت الاراء بألوان الاوضاع على ارض الواقع منها من ارجع السبب الى نقص الدعاية مع ان المذكورين لم يكونا يوما بحاجة لها مادامت الجماهير تتقصى اخبارهم ومواعيد حفلاتهم للتتقاطر عليها كأمطار الشتاء...بعض الاراء ذهبت الى ان نفسية التونسي ليست جاهزة بعد للمرح والاستمتاع بالموسيقى مع ان الحفلات الفنية للفرق الملتزمة تشهد اقبالا كبيرا بعدما كانت تنشط في فضاءات مغلقة تحت رقابة البوليس السياسي..اخرون ارجعوا الامر الى الارتباك الامني الذي تعيشه بلادنا والخوف بالتالي من أي مكروه قد يعترض من يعتزم الحضور في طريق الذهاب او العودة وربما في مكان الحفل ذاته بقبة المنزه...مع ان فضاءات اللهو والسهر بالنزل وغيرها تزدحم بروادها...
بيد ان حقيقة هذا العزوف قد تكون ابسط بكثير من كل هذه التخمينات فالسيد بوشناق والسيد شاكر كانا من انصار الطغاة والديكتاتورية وخدما في بلاطها وقطفا ثمار الولاء والطاعة وكانا بذلك معززين مكرمين سواء في تونس او مصر او ليبيا او غيرها من البلدان حيث عاث كل حاكم عربي مستبد فسادا في الارض والعباد وقد تناقلت هاذين الاسمين وغيرهما صفحات الفايسبوك كمناشدين ومصفقين ومسبحين بحمد من قهروا وظلموا الشعوب وسرقوا ثرواتها وباعوا الاوطان بابخس الاثمان ولهذا ضاع من حسابات منظمي الحفل ان تونس بعد الثورة تنظر بازدراء الى كل من خانها وقهرها وكل من والاه مقابل حفنة من الامتيازات لا تزن شيئا في ميزان الشرف والنزاهة والوطنية.
الشعب الان ليس في حالة عطش الى سماع هاني شاكر وهو بالامس القريب حينما عاد مبارك من رحلة علاج من المانيا استقبله باغنية مدح وغزل تكريما له على فساده وطغيانه في الوقت الذي تمنى فيه الشعب المصري البسيط والمقهور ان لا يعود الريس الى مصر بعد هذه الرحلة...اما لطفي بوشناق مساند ومناشد بن علي للترشح للرئاسة في 2014 بعد 23 سنة من حكم ديكتاتوري ومافيوزي هو ايضا لم يتوانى عن النطق بكلمات التطبيل والتهليل للمخلوع ولنظامه البائد كيف لها وهو لا يغيب عن ركح مسارح المهرجانات الكبرى حتى دون تقديم طلب كغيره من زملائه وحتى دون تقديم دليل سهرته...في حين يبقى باقي المبدعين قيد الاهمال واللامبالاة لا لشيء الا لانهم رفضوا الدخول في بيت الطاعة التجمعي الفاسد.
مختصر الكلام يا انصار الديكتاتورية كيف لكم اليوم ان تخرجوا من جلابيب الطغاة والمستبدبن لتغنوا للثائرين والتائقين الى الحرية اين انتم من هؤلاء الاحرار وابن انتم من هذه الحرية..عودوا الى حيثما كنتم وراجعوا معاجم وقواميس ودواوين حب الوطن والاخلاص له بعيدا عن اي حسابات ضيقة.. وانهلوا منها جيدا فربما تجدوا لكم مكانا في قادم الايام في الاوطان الحرة....مع ان التاريخ لم ولن يرحمكم.
شادية السلطاني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire