lundi 23 janvier 2012

أمام قصر العدالة بتونس: قضية قناة نسمة بين التوظيف الديني والتوظيف السياسي

وسط حضور اعلامي وطني واجنبي مكثف امام قصر العدالة بالعاصمة، عقدت اليوم الجلسة الثانية لمحاكمة نبيل القروي مدير قناة نسمة بتهمة "بث البلبلة والتعدي على الاخلاق الحميدة"، على خلفية القضية المرفوعة ضده وضد القناة من مجموعة من المحامين بسبب بثها للفيلم الايراني برسيبوليس الذي وقع فيه تجسيد الذات الالهية..
 تجمع امام قصر العدالة عدد كبير من المواطنين اكثرهم من السلفيين للمطالبة باغلاق القناة، معتبرين ان الفيلم الذي بثته هو مس بالمقدس وهذه الممارسات لا يجب السكوت عنها، ورفعوا عدة شعارات ضد الاعلام التونسي وضد قناة نسمة واصفينها بالكافرة والصهيونية، كما قاموا بالاعتداء لفظيا وجسديا على بعض الشخصيات من المحسوبين على العلمانيين او اللائكيين، معتبرينهم ضد الاسلام وضد هوية الشعب، من ذلك الحقوقي صالح الزغيدي والصحفي زياد الكريشان وعبد الحليم المسعودي، بعد ان رفعوا في وجوههم شعار "ديقاج".
من جهة اخرى حضرت ايضا امام قصر العدالة بعض الوجوه الحقوقية والسياسية المناصرة لقناة نسمة، وقد اعتبرت المحاكمة محاكمة لحرية التعبير وليست للقناة ولا لصاحبها، كما انها محاكمة سياسية وايديولوجية صرفة، وطالبوا الحكومة بالتدخل لوقف الضغوطات والتضييقات المسلطة على حرية الاعلام والتعبير، واعتبروا ان مثل هذه المحاكمات ليست الا مدخلا للديكتاتورية، ورفضا للاخر وعدم القبول بالاختلاف معه، وهذا من شانه ان ياثر سلبا على مسار الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه بلادنا بعد ثورة الكرامة والحرية..
وفي نهاية الجلسة وبعد ان تم تاجيل النظر في القضية الى يوم 19 افريل القادم، اثار القرار استياء الطرفين حيث اعتبره المتظاهرون ضد القناة تلاعبا من القضاء بعدم حسمه في القضية وفي القناة، التي ارتكبت جرما كبيرا بمسها بالذات الالهية على حد تعبيرهم، وكان من الضوروي ان تعاقب عليه باقصى سرعة. اما مناصرو القناة فرفضوا ايضا قرار التأجيل اذ كانوا يتوقعون ان ينتصر القضاء في النهاية لحرية التعبير مهما تعالت الاصوات لكبحها....


شادية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire