lundi 23 janvier 2012

احداث الحوض المنجمي: شهادات عن معاناة زوجات السجناء وعمليات التعذيب..

في اطار تظاهرة للجامعة التونسية لنوادي السينما بعنوان "تذكرة الى سينما المقاومة" احتضنت دار الثقافة ابن رشيق عرض لشريطين وثائقيين، الاول بعنوان "ليلى خالد" والثاني بعنوان "حالة تلبس" للمخرج رضا بن حليمة، من انتاج ام تي للانتاج تونس بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي، وثق خلالهما لنضال من اجل الكرامة لاهالي الحوض المنجمي لسنة 2008.

الوثائقي الاول وقع انتاجه سنة 2009. رصد فيه المخرج شهادات زوجات سجناء الحوض المنجمي ومعاناتهن المادية والمعنوية بعد اعتقال ازواجهن. فيه تحدثت ليلى خالد زوجة السجين البشير العبيدي وام السجين مظفر العبيدي عن مشقة تحولها من قفصة الى تونس لزيارة زوجها، في حين بقي ابنها في قفصة لزيارة اخيه مظفر المسجون بنفس المكان قبل ان تقع نقلته الى سجن رجيم معتوق حيث ظروف السجن الاكثر من قاسية، في حين انتقلت ابنتها للعيش في منزل عمتها. تحدثت ليلى خالد اذن بكل مرارة عن تشتت عائلتها وعن ظروفها المادية والمعنوية الصعبة، وهي نفس ظروف كل عائلات سجناء الحوض المنجمي. هذا الشريط عرض سنة 2010 بخمسة دول، وعرض ايضا في البرلمان الاروبي، واحدث ضجة حسب قول المخرج.

الوثائقي الثاني انتج سنة 2010، وعرض في 2011 داخل تونس في ثلاث مناسبات. تناول هذا الشريط شهادات لحقوقيين تجندوا للدفاع عن مساجين الحوض المنجمي. تعرض ايضا الشريط لشهادات المساجين حول عمليات التعذيب الجسدي البشعة، والتحرشات الجنسية التي تعرضوا لها من قبل اعوان البوليس. كما ذكروا بالاسم بعض اعوان الامن الذين نكلوا بهم ومنهم حتى من تمت ترقيته بعد الثورة.
 السجينة زكية الضيفاوي روت كيف وقع التحرش بها من قبل ضابط امن اذ عمد لمسها من اماكن حساسة في جسدها، كما تم ايقافها طيلة  ثلاثة اشهر مع سجينات متهمات في قضايا حق عام ودفعوهن لمضايقتها.
اما بقية سجناء الحوض المنجمي فقد تحدثوا عن ظروف الاقامة الصعبة بالسجون المفتقرة لابسط قواعد النظافة ومعاملتهم كمجرمين خطيرين، وحرمانهم من الاكل والشرب وما اليه..، حتى ان عدنان الحاجي وصف سجن القصرين بانه "مقبرة" وليس سجن.

بالاضافة الى التعذيب الجسدي بطرق بشعة، والواضحة جليا اثاره على اجساد السجناء، تعرضوا في معرض شهاداتهم الي العنف اللفظي المتمثل في السب والشتم بانواعه، وحتى التحرش الجنسي. فاحد السجناء روى كيف هدده عون امن قائلا بالحرف "باش نحكلك عينيك"، وفعلا "حكها" له بالمني..، ورفض السجين قول ذلك في المحكمة خجلا من عائلته..

اذن هذا بعض ما جاء في هذين الوثائقيين من شهادات مؤلمة في الحقيقة، رافقتها مشاهد من انتفاضة سكان الحوض المنجمي، وقمعها من الامن بالغازات المسيلة للدموع و"الماتراك" والرصاص الحي، الى جانب مشاهد من داخل السجون وصيحات للسجناء اثناء عمليات التعذيب، صورت خلسة بهواتف جوالة.
شادية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire