dimanche 4 mars 2012

كمال العبيدي: الحملات التي تشن على الاعلام فيها الكثير من الظلم غير المقبول

في اطار الجدل القائم هذه الفترة حول اداء المؤسسات الاعلامية في تونس ما بعد الثورة، نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات امس ندوة بعنوان "اشكاليات وجدلية اصلاح الاعلام والاتصال قبل وبعد الثورة". اثثها الاستاذ كمال العبيدي رئيس الهيئة الوطنية لاصلاح الاعلام والاتصال.
والعبيدي هو صحفي وحقوقي انخرط في العمل الصحفي بالمهجر وكانت له  تجارب هامة ومتنوعة في مجالي الصحافة وحقوق الانسان.
"اموال خيالية بددها بن علي للتغطية على جرائمه"
فوسط حضور عدد كبير من الصحفيين والحقوقيين استهل كمال العبيدي محاضرته بالحديث عن انتهاكات حقوق الانسان من قبل نظام بن علي. والاموال الخيالية التي كانت تبددها السلطة لتمليع صورتها في الخارج والتغطية على هذه الانتهاكات. الى جانب ما كانت تنشره الصحف المأجورة في الداخل من اكاذيب وشتائم للمعارضين. وقال انه يفتخر بانه كان من ضمن مجموعة من التونسيات والتونسين سواء في داخل او خارج الوطن ممن ساهموا في فضح النظام، ونشر معلومات دقيقة على جرائمه في حق الشعب، ودفعوا الثمن غاليا. كما نوه العبيدي بدور انتفاضة الحوض المنجمي في فتح العيون على ما يجري في البلاد وتوسيع دائرة الوعي بالجرائم المقترفة. وقال انه لا يمكن التخلص من الاستعباد او الاستعمار دون ان تكون هناك مقاومة بالداخل.
استنكار للحملة ضد الاعلام
في معرض حديثه عما يجري هذه الفترة من اتهامات وحملات ضد الاعلام اعتبر كمال العبيدي ان ما يقال عن الصحافة والصحفيين فيه كثير من الظلم غير المقبول. فالصحفيون على حد قوله لا يتحملون وحدهم المشاكل التي تمر بها البلاد. كما قال انه لا يمكن ان يطلب من صحفيين بين عشية وضحاها ان يكون ادائهم حسنا وقد تم تكبيلهم طيلة عقود .
واشار الى دراسة صدرت منذ يومين قامت بها مجموعة من المنظمات غير الحكومية. رصدت خلالها اداء المؤسسات الاعلامية. وجاء فيها ان الاعلام التونسي خاصة العمومي يمضي نحو التحسن وهو اكثر حيادية من المؤسسات الاعلامية الخاصة. و.
وبالاضافة الى ذلك قال العبيدي ان الدمار الذي خلفه نظام بن علي لا يمكن من النهوض بقطاع الاعلام بسرعة فالمسالة وعلى غرار تجارب اخرى مقارنة يحتاج بعض الوقت. كما ابدى فخره بمساهمة الهيئة تطوعا في ارساء اعلام على شاكلة الاعلام الموجود في الانظمة الديمقراطية.

"من يحتجون على المراسيم الجديدة هم اصحاب مصلحة
وفيما يتصل بردود الفعل حول بعض المراسيم الجديدة المقترحة من الهيئة اكد العبيدي ان من يحتجون عليها هم اصحاب مصلحة ذاتية. في حين ان هذه القوانين تخدم المصلحة العامة ولا مصالح فئوية. واشار الى اصحاب القناتين التلفزتين الخاصتنن "حنبعل" و"نسمة". وقال انهم قبلوا بشروط مجحفة مع بن علي والان وبعد اشهر من المشاورات، والتعاون مع المنظمات غير حكومية المدافعة على حرية التعبير يقولون ان هذا المشروع يقتل الحريات. يعني اطراف افواهها مكتومة في عهد بن علي على حد تعبيره الان تزايد على غيرها. .
هذا وعبر عن استغرابه من الحملة التي شنت على فصلين فيهما حرص الملائمة مع المعايير الدولية "من قبل بعض الزملاء الذي لم يكلفوا انفسهم الاطلاع على المراسيم ومقارنتها بغيرها."
"بعثنا توصيات ولم تتفاعل معنا الحكومة"
 واستنكر العبيدي ايضا التعيينات التجمعية ببعض وسائل الاعلام. وقال ان الهدف من وراء ذلك ان من قاموا بهذه التعيينات يريدون اناسا خدموا النظام الاستبدادي ليروا منهم نفس الطاعة في الوقت الحاضر. وقال ان الذي يبعث ايضا على الانشغال هو غياب النية الحقيقية للحوار وكان كلمة حوار عادت لتكون شعار اكثر منه حقيقة. "فنحن كهيئة منذ شهر ديسمبر بعثنا جملة من التوصيات ولم يتم التفاعل معنا. ."
    من جهة اخرى وفي علاقة بسجن صحفيين من جريدة التونسية، اكد كمال العبيدي انه لا يمكن السماح بارتكاب الاخطاء التي تم ارتكابها عند مجيء بن علي للسلطة. اذ كثر وقتها الحديث عن الحوار والاصلاح واعادة الاعتبار لكن حصل تراجع بشكل كبير.

"الغنوشي اراد من الهيئة سيفا بيد الحكومة في وجه الاعلام
 وعن ظروف نشأة الهيئة قال كمال العبيدي ان محمد الغنوشي اتصل به يوم 11 فيفري 2011 وعرض عليه المساعدة في عملية اصلاح الاعلام  فقبل بعد تفكير ومشاورات. وعند عودته لتونس وبعد لقاءات مع الغنوشي الوزير الاول حينها قال "شعرت ان النية متوجهة لتكوين هيئة تقريرية وليست استشارية لتكون العصا او السيف  الذي تمسك به الحكومة الانتقالية لوضع حد لما سموه بالانفلات الاعلامي. فرفضت ان تلعب الهيئة دور وزارة الاعلام فليست هناك انظمة ديمقراطية بها وزارة اعلام. فقبل بعدها الغنوشي ومستشاريه الامرر. كما طلبت منه الا تتدخل الحكومة في التسميات بالهيئة. "وبطبيعة الحال عمل الهيئة فيما بعد كان صعبا جدا  اذ ادركنا حجم الدمار بكل المؤسسات الاعلامية".

وفي ختام المحاضرة قبل فتح المجال للنقاش اشار كمال العبيدي الى ان عملية بناء صحافة حرة ومستقلة عملية بطيئة وقال ان الذين لم يعجبهم هذا البطء عدد كبير منهم كانو بالامس القريب قبل 14 جانفي من الموالين والمناشدين لبن علي كي يبقى في السلطة بعد 14 جانفي.
ايضا تعرض لبعض الاتهامات التي وجهت للهيئة منها الخضوع لاغراءات انصار عبد الوهاب عبد الله ووصف ذلك بالجنون اذ كيف على حد تعبيره ان يخضع لعبد الله وهو في السجن ولم يخضع لاغراءاته من قبل عندما كان في السلطة
اثناء اجابته عن بعض الاسئلة قال كمال العبيدي فيما يتعلق بالقائمة السوداء للصحفيين انها مسؤولية وزارة الداخلية وليست مسؤولية الهيئة اما عن القضيتين المرفوعتين ضد جريدة "التونسية" "وصوت الشعب "فاعتيرهما حصارا مسلطا على الاصوات الناقدة. كما عاتب بعض الاحزاب التي كانت بالماضي تدافع على حرية الصحافة وعانت من عدم تمتعها بهذا ألحق وقال انها هي اليوم تقوم بتجاوزات لهذه الحريات

شادية