مثل جهاز الامن احد اهم ادوات الديكتاتورية التي رزخ تحت ظلها الشعب التونسي لاكثر من نصف قرن، وحينما قامت الثورة ضد الاستبداد والفساد ومن اجل الحرية والكرامة قاومتها الة القمع البوليسية بشتى الطرق بيد انها لم تنجح في اخمادها، ومع كل ذلك شهدنا بعد الثورة زيادة في رواتب رجال الامن وترقية الكثير منهم حتى من تلطخت ايديهم بتعذيب وقتل المواطنين طيلة عقود..في حين سجل تخليهم عن تأدية واجبهم في توفير الامن والذي اعتبر سياسة ممنهجة من ازلام النظام البائد لمقايضة المواطن بالامن مقابل التخلي عن الحرية..
فوضى مرورية وغياب لشرطي المرور
نلاحظ غياب عون الامن في الكثير من المواضع والكثير من الاوقات، من ذلك خاصة اوقات الذروة لما تشهده الطرقات التونسية من اختناق مروري على مستوى المحولات ومفترقات الطرق، حيث يتوجب على شرطي المرور الحضور لتسهيل الحركة وبالتالي عدم تعطيل مصالح المواطن، الا انه اصبح غائبا عن الكثير من النقاط المعروفة بالكثافة المرورية، وهذا ما لفت انتباه العديد من السائقين ومستعملي الطريق، مما فسح المجال للفوضى والعنف بشكليه المادي واللفظي ليكون سيد الموقف، ناهيك عن حوادث السير نتيجة لتجاوزات
نفس الامر لاحظه العديد من مستعملي الطرقات الجهوية، وقد تساءلوا عن غياب شرطيي المرور بهذه الطرقات التي كانت زمن حكم المخلوع تشهد وبكثافة تواجد فرق حرس وشرطة المرور، هذا الامر ادى سيما في جنوب البلاد حيث المدن المتاخمة للتراب الليبي الى تيسير دخول عديد المواد الممنوعة الى ترابنا ومن ثم توزيعها في مناطق عديدة من البلاد.
حوادث عنف وسرقة وقتل والامن لا حياة لمن تنادي
كثر الحديث ايضا ابان الثورة والى يومنا هذا عن حوادث السرقة والنشل والعنف والقتل سيما في الاحياء الشعبية والمناطق الداخلية وتعزى مختلف هذه الحوادث اساسا الى استغلال العديد من الافراد سيما من ذوي السوابق العدلية الى جانب المساجين الذين تم تهريبهم اثر فتح ابواب عدة سجون غياب وتخلي عون الامن عن تأدية واجبه في توفير عنصر الامن للمواطنين، في حين اعتبرها المسؤولون نتيجة طبيعية في ظل عجز الحكومة وحدها عن تجاوز الازمة الامنية التي تعيش على وقعها البلاد، الى جانب الاحداث الدامية التي شهدتها مناطق عدة من بلادنا بسبب زرع الفتن واثارة نعرة العروشية، سواء بالمتلوي ودوز وقصر هلال وجبناية وغيرها، حيث افاد الكثير من شهود العيان عدم تدخل الامن لفظ مختلف الاشتباكات رغم احتدامها. هذا ناهيك عن بعض السلوكات الخطيرة الاخرى التي باتت تطبع مجتمعنا بعد الثورة، من طرف بعض المجموعات الدينية والجهات التي تحركها، وقد كانت مدينة جندوبة في بداية شهر رمضان مسرحا لهذه السلوكات حيث تم الهجوم على عدد من المطاعم وتهشيم محتوياتها والاعتداء على المفطرين وحدث ذلك دون ان يحرك اعوان الامن ساكنا...
في واقع الامر قد يتفهم المواطن غياب او شبه غياب للامن في الكثير من المناطق الحساسة بالبلاد، غير انه يقف حائرا امام نقاط استفهام عديد حين يرى تعزيزات امنية كبيرة لقمع المظاهرات السلمية ذات المطالب السياسية، واصبح بذلك اعوان الامن يرابطون بالعاصمة تقريبا كامل الاسبوع تحسبا لاي تحرك بالشارع، وهذا ما يعيدنا مرة اخرى الى نفس سياسات الرئيس المخلوع، حيث سخرت وزارة الداخلية كل الوسائل لحماية النظام على حساب المواطن، نفس الامر يحصل الان حيث واصلت الوزارة مهامها في حفظ امن رجالات السلطة وان كانت مؤقتة في حين تخلت عن تواجدها في حياة المواطن اليومية لتضمن له الامن والاستقرار بعيدا عن اي مزايدات ومقايضات...
شادية السلطاني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire