jeudi 9 février 2012

سكّان المناطق المحاصرة بالثلوج يستغيثون

يبدو منظر الثلوج من بعيد وهي تغطي كل شبر من بعض مناطقنا، غاية في الجمال والروعة. يتسابق عشاق الطبيعة على التقاط ما تيسر لهم من صور بين احضانها. لكن هذا المشهد الجميل يخفي وراءه معاناة شديدة للبعض، خصوصا في المناطق الأشدّ فقرا في البلاد.
.
 سكان المدن محتجزون بين كتل الثلوج، أمّا الوضع في الأرياف فهو اكثر تعقيدا. برد قارس، شيوخ واطفال لم يحتملوا قساوته. كما تواتر الحديث عن حالات وفاة جراء موجة البرد الشديدة وقلة ذات اليد. وحتى الحيوانات لم تسلم هي الاخرى. طرقات مقطوعة، انقطاع لخدمات الماء والكهرباء في بعض المناطق ونقص في المؤونة. مؤسسات تربوية مقفلة مساعدات من جمعيات خيرية وغيرها لم تجد طريقها للوصول الى المناطق المتضررة. منازل تهاوت بسبب سوء الاحوال الجوية. نداءات استغاثة من هنا وهناك.. هذا اهم ما يميز المشهد العام في بعض الجهات بالشمال والوسط الغربيين حيث شهدت خلال اليومين الاخيرين والى حد هذه الليلة تساقط كميات هامة من الثلوج؛ لاسيما مدينة عين دراهم حيث يوصف الوضع بـ"الحرج"
.
 "المشهد التونسي" اتصل بالمربَي مولدي هلالي احد سكان مدينة عين دراهم لاستطلاع اخر الاوضاع هناك، فوصف الرجل الحال بالمخيف. يقول "عشنا انقطاع التيار الكهربائي مما اضطرنا للاتصال بالحماية المدنية ليتدخلوا بدورهم لدى شركة الكهرباء... وقد انقطع الماء في الحنفيات ، يبدو أنه تجمد في القنوات ...الرعد والبرق والثلوج لا تزال تتساقط ...انقطع الغاز عن المدينة منذ البارحة والنفط هذا المساء انقطع ايضا من المزود الوحيد ...الأغذية أو المواد الغذائية تكفي لأيام لكن الخضر والغلال تكاد تنعدم فالثلوج عطلت الحركة اذ تعود الباعة النزول إلى أسواق الجملة الجهوية أو حتى في العاصمة للتبضع ...المعلبات والمصبرات متوفرة بما يفي بالحاجة لأيام قليلة".

الهلالي اكد ايضا ان تردي الاوضاع الى هذه في منطقة عين دراهم والمناطق المجاورة لم يالفه الاهالي من قبل. اذ تعودوا تدخل السلطات الجهوية سيما ادارة التجهيز والاسكان. ما جعل هؤلاء المتساكنين يشتكون من عدم وصول الغاز، وصعوبة توفر النقل لاسعاف المرضى خصوصا الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلا عاجلا. لكن يبدو ان الامر هذه المرة خرج عن السيطرة ...


من جهته اوضح محمد الخويني رئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي لوكالة تونس افريقيا للانباء اليوم انه نظرا لحساسية الوضع بولاية جندوبة، تم توجيه طائرة عسكرية محملة بمساعدات عينية الى مطار طبرقة الدولي. وسيتم توزيع المساعدات لاحقا على مستحقيها بالمناطق المعزولة وتتمثل اساسا في الاغطية والمواد الغذائية. نفس التدخلات انسحبت على مناطق اخرى بجهات القصرين والكاف وسليانة. هذا علاوة عن بعث خلية لمتابعة الاوضاع المناخية بالشمال الغربي، وقع الاعلان عنها اثر انعقاد مجلس وزاري عشية الاثنين.

ويشار الى ان تساقط الثلوج سيتواصل الى يوم الثلاثاء على ضوء توقعات مصلحة الارصاد الجوية. وهو ما يطرح ضرورة التدخل العاجل بالمناطق المتضررة، وقد وجه العديد من ساكنتها نداءات استغاثة على مختلف وسائل الاعلام، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. بحثا عن حلول عملية وجذرية لما يعانونه من اوضاع انسانية مزرية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire